مهارات العمل ضمن فريق

مهارات العمل ضمن فريق Team Working Skills

إن التحدث عن العمل ضمن فريق ليس بالجديد عليكم! فأنتم على دراية بأن إنجاز المهام بشكل فردي أصعب من القيام بها بشكل جماعي، فالعمل سويًا يُسهل المَهمة ويجعلها أقرب للتحقيق والإنجاز. 

ما رأيكم أن يكون عنوان هذا المقال هو شعار ترفعونه مع طلبتكم في صفوفكم؟

إن نتائج رفع هذا الشعار والعمل به داخل غرفكم الصفية سيُساهم في تحقيق أهدافكم ونتاجات التعلم الخاصة بطلبتكم ويجعل بيئة التعلم أكثر فاعلية وإنتاجية.

ما هو الفريق؟

أعزاءنا القراء، جميعكم يعرف فرق مشهورة محليًا أو عالميًا سواءً على الصعيد الرياضي أو الموسيقي أو المُجتمعي، فجميع هذه الفرق هي:

مجموعة من الأشخاص أو الأفراد مختلفون بالشخصيات ويثمّنون هذا الاختلاف فيما بينهم، لهم هدف مشترك ويتكاملون فيما بينهم لتحقيق هذا الهدف، يعملون بجد وتناغم لحصد ما ستنتجه تلك الاختلافات من إنجاز فوق المألوف.

ولكن انتبهوا هنا، هنالك فرق لا تتحلى بروح الفريق أو مهارة العمل الجماعي وتتغافل عن تحقيق الأهداف المشتركة فيكون مصير هذه الفرق الفشل والزوال، وعلى النقيض من ذلك هنالك فرق فعّالة تعمل بجدية وتتحلى بروح الفريق فهذه الفرق تحرص على تحقيق أهم الأهداف بفاعلية وتكون على أهُبة الاستعداد لقبول مهمات أكثر تحديًا فيكون مصيرها النجاح والتفوق.

أهداف العمل ضمن فريق

  • توليد عدد غير محدود من الأفكار.
  • استثمار الوقت بشكل فعال.
  • توظيف جميع المهارات المتوفرة لحل المشكلات.
  • تبادل الخبرات والمعارف.
  • رفع الكفاءات البشرية.
  • تحقيق مخرجات أفضل من حيث الكم والنوع من خلال التعاون بين أفراد الفريق.
  • الانتقال من ثقافة العمل الفردي إلى ثقافة العمل الجماعي أي العمل ضمن فريق. 

صفات الفريق الفعال

يمتاز الفريق الفعّال بأن لديه: 

  • أهداف مشتركة.
  • أساليب تواصل إيجابية وقنوات حوار متعددة.
  • قدرة على إدارة النزاعات وحل المشكلات بفاعلية.
  • أدوار واضحة ومسؤوليات مشتركة.
  • أساليب تواصل إيجابية تتمثل في النقاط الآتية:
  • احترام الزملاء المتبادل وعدم لومهم لبعضهم البعض.
  • تقديم الدعم اللازم لباقي أعضاء الفريق.
  • عدم التفاخر.
  • الاستماع لبعضهم البعض.
  • مشاركة باقي أعضاء الفريق لمسؤولياتهم.
  • الثقة المتبادلة.

لكي يتصف الفريق بالصفات السابقة لا بد من تحديد حاجات الفريق والعمل على تلبيتها وتحقيقها، ويمكن تلخيص هذه الحاجات في النقاط الآتية:

  • الشعور بالتقدير.
  • احترام آرائهم.
  • توظيف قدراتهم وكفاياتهم المختلفة.
  • الدعم من الآخرين.
  • التشجيع والتحفيز.
  • التوجيه والمتابعة والتدريب.
  • الشعور بالانتماء للفريق. 
  • فهم أهداف وغايات الفريق ومعايير العمل.
  • فهم دور كل عضو من أعضاء الفريق ومسؤولياتهم.
  • توضيح نتاجات ومعايير للعمل.
  • تعزيز الالتزام بمدونة السلوك من قبل أعضاء الفريق.

تأملوا النقاط السابقة وفكروا في السؤال الآتي:

ما الأدوار التي عليكم القيام بها لمتابعة أعمال طلبتكم ضمن فريق؟

إن للمعلمين أدوارًا كثيرة ومتعددة، ولكن عند التخطيط لعمل طلبة الصف ضمن فرق على المعلمين هنا أن يكونوا موجهين وميسرين ومدربين يقومون بمهام أساسية منها:

  • إدارة البيئة الخاصة بالتعلم وجعلها آمنة ومحفزة وجاذبة للتعلم.
  • إدارة حلقة النقاش بين الفرق لتسليط الضوء على مهاراتهم وآرائهم وأفكارهم.
  • إدارة عملية تبادل التغذية الراجعة بمهارة بين الفرق وتوضيح الأمور العالقة وغير المتفق عليها بينهم.

مراحل تطور الفريق

يحتاج تشكيل فرق العمل من الطلبة إلى وقت ليتمكّنوا من العمل بتناغم لأداء المهمات الموكلة إليهم وهناك عملية تطور طبيعية تمر فيها كل الفرق. فقد قام بروس توكمان (Bruce Tuckman) بوضع نموذج لمراحل عمل الفريق كالآتي:

أولًا: مرحلة تكوين الفريق (Forming)

في هذه المرحلة يحاول أعضاء الفريق:

  • التعرف على بعضهم البعض.
  • معرفة أدوارهم وأدوار المشاركين الآخرين أيضًا.
  • تحديد أهداف تشكيل الفريق والتركيز على أهمها.
  • تحديد المهام المطلوبة للقيام بها معا.
  • التعرف على خطط العمل بشكل واضح.
  • تحديد المعلومات التي يحتاجون إليها.
  • تحديد طريقة العمل.
  • تحديد الممارسات المرغوب فيها والممارسات غير المرغوب فيها.

في هذه المرحلة قد يُظهر أعضاء الفريق حماسًا أو قد يشاركون بتردد أو قد يشعرون بالريبة أو الخوف أو القلق بشأن الوضع الجديد، وقد يحاول أعضاء الفريق إنجاز أقل ما يمكن من العمل. وتنتهي هذه المرحلة عندما يبدأ أعضاء الفريق بالتفكير كجزء من الفريق.

ثانيًا: مرحلة الخلافات (Storming)

في هذه المرحلة:

  • تبدأ الخلافات بالظهور بشكل قوي بين أعضاء الفريق نتيجة للتفاوت بين الأعضاء خاصة في الآراء والاهتمامات والطباع والمزاج والكفايات والقدرات.
  • يبدأ التخوّف من طبيعة الوضع داخل الفريق وطبيعة العلاقات مع الآخرين.
  • يتولد تأثير الشك حول النجاح.
  • تنخفض درجة الروح المعنوية ويزداد التوتر والقلق.
  • يتولد اختلاف كبير على الهدف واستراتيجية العمل وأدوار أعضاء الفريق.

تتوقف العديد من المجموعات في هذه المرحلة ولا تنتقل إلى ما بعدها بسبب افتقار أعضاء المجموعة إلى القدرة على الاستماع إلى بعضهم البعض وإلى فقر قنوات التواصل والحوار بينهم. وهنا لا يجب على المعلمين الوقوف مكتوفي الأيدي بل يتطلب الأمر منهم التعامل بجدية ومواجهة المشكلة والتوصل إلى اتفاق.

ثالثًا: مرحلة التوافق (Norming)

في هذه المرحلة:

  • يدرك أعضاء الفريق ميّزة العمل الجماعي.
  • يبدأ الأعضاء بالتعبير عن آرائهم والإنصات بشكل جيد إلى آراء الآخرين لنجاح العمل فيما بينهم.
  • تتم مناقشة مختلف الآراء بدرجة عالية من الانفتاح والحرية والتوافق.
  • يتم الاتفاق على أساسيات ومبادئ محددة لإنجاز المهام الموكلة.
  • يتطور الإحساس بالتماسك والشعور بملكية العمل.
  • يزيد تقبل أعضاء الفريق بعضهم البعض بشكل عام. 
  • يتجنب الفريق التضارب بالإضافة إلى تجنب الصراعات.
  • تتشكل الصداقات بين كل فرد من أفراد الفريق.
  • ترتفع الروح المعنوية للفريق.

بناء ونمو الثقة بين أعضاء الفريق وتسوية الخلافات بينهم سوف يمثل مؤشرًا على استعداد الفريق المهني والشخصي للعمل معًا بفاعلية وأداء المهام المطلوبة منهم.

رابعًا: مرحلة تطوير الأداء (Performing)

بعد الاتفاق والتواصل بين أعضاء الفريق على منهج محدد لأداء المهمات وعمل الفريق على اعتباره كيانًا واحدًا قادرًا على تشخيص وحل المشكلات واتخاذ القرارات، تبدأ مرحلة أداء المهام وإنجازها، ويصبح لدى أعضاء الفريق:

  • الفهم العميق لطريقة العمل معًا كفريق.
  • الرغبة في حل مشاكل الفريق بفاعلية.
  • تطور مهارات إدارة النزاع ومهارات التواصل.
  • إدراك لنقاط قوة وضعف بعضهم البعض.
  • الرغبة الفعالة في التغيير.
  • الرغبة القوية في أداء العمل بفاعلية بهدف تحسين جودته مما يساعد على زيادة إنتاجية الفريق.

تكون الفرق التي تصل إلى هذه المرحلة فعالة في أدائها للمهام الموكلة إليها، وتكرّس طاقاتها للمحافظة على علاقات جيدة بين أعضاء الفريق.

خامسًا: مرحلة حلّ الفريق (Adjourning)

في هذه المرحلة ينتهي عمل الفريق معًا على المهام الموكلة إليه كما:

  • يشعر أعضاء الفريق بالابتهاج لتحقيق الأهداف والنجاح في أداء المهام.
  • يشعر الفريق بخيبة الأمل اتجاه الأهداف التي لم يتم إنجازها.
  • يشعر الفريق بالأسف اتجاه حل الفريق.
  • يُهنئ الأعضاء بعضهم البعض ويحتفلون هم والمؤسسة التي يعملون بها بنجاحهم.

يقول هنري فورد (Henry Ford): “التواجد معاً هو البداية، البقاء معًا هو التقدم والعمل معًا هو النجاح.”

تكمن أهمية معرفة مراحل تطور الفرق في مساعدتكم على الآتي:

  • إدارة المشكلات التي تحدث بين الطلبة داخل فرقهم أو بين الفرق بفاعلية ودبلوماسية من قبل المعلم أو المعلمة.
  • أداء الطلبة للمهام الموكلة إليهم داخل فرقهم بفاعلية.
  • استثمار المعلمين والمعلمات الوقت بشكل جيد مما يعني تحقيق النتاجات المنشودة.
  • استمتاع الطلبة بالعمل أثناء تأدية المهام واستمتاع المعلمين بتنفيذ المهام مع الطلبة وتحقيق النتاجات بفاعلية.
  • المحافظة على مستوى عالٍ من الحماس بين الطلبة في فرقهم وبين الفرق ككل.

في ختام هذا المقال، نؤكد لكم أعزاءنا المعلمين أن العمل ضمن فريق طريقة مُثلى لتحقيق النتاجات المنشودة وتنمية ودعم عملية تعلم طلبتكم، فاحرصوا دائمًا على أن تتمتع فرق العمل في صفوفكم بصفات مهمة لإنجاح عملها، كالتفاهم والتعاون والاحترام والمبادرة، ولا تترددوا في قول عبارات تشجع على العمل ضمن فريق كالاتحاد قوة واعملوا معًا لتفوزا معًا وغيرها من العبارات التحفيزية التي تكسر جدران العمل الفردي والتَفرد بالإنجاز. شاركوا زملائكم هذا المقال وتعاونوا معهم على تقديم تجارب تعليمية ثرية وأكثر ديمومة ولا تنسوا بأن في الاتحاد قوة.

أحدث المواضيع